117 مشاهدة
«حزب الله» يُطلِق أوّل إشارة لقدرته على "الضرب الاستباقي" هل اقتربت إسرائيل من تنفيذ تهديداتها بإعلان الحرب على لبنان؟
يستنجد ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي، بوزير دفاعهم يوآف غالانت، لتوجيه ضربات قوية لـ «حزب الله»، بهدف فرض الردع وتوجيه درس للبنان الذي أدخل إسرائيل في حرب لم تشهدها منذ أكتوبر الثامن.
تم نشر تقارير في الصحف الإسرائيلية تشير إلى رغبة قادة سياسيين في السلطة في هدنة لمدة 48 ساعة، بمبادرة من تل أبيب. وفي حال عدم الالتزام من قبل «حزب الله» بالعرض الإسرائيلي، يتوقع قدوم حرب.
هل تتخذ إسرائيل الخطوة نحو الانتحار العسكري والسياسي والاقتصادي؟ خاصةً وأن رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو لا يواجه ضغوطًا من حلفائه المتطرفين داخل الحكومة لدخول حرب مع لبنان، على عكس موقفهم في قضية غزة.
تتساءل الأفكار حول ضغط نتنياهو والحكومة الإسرائيلية من المستوطنين (شبكة الهدهد)، الذين أخلوا منازلهم على طول الحدود اللبنانية، ولا يروحون إلا بعد "القضاء على حزب الله" أو إنهاء حرب غزة.
في هذا السياق، يواجه نتنياهو ضغوطًا من حكومته وزملائه المتطرفين، مثل وزير التراث عميحاي الياهو ووزير المال بتسلئيل سموتريش ومستشار الأمن القومي إيتمار بن غفير، للاحتلال وطرد الفلسطينيين من جميع التراب الفلسطيني.
يُضاف إلى هذا الضغط الأميركي الذي يواجهه نتنياهو، خاصة فيما يتعلق بتداولات الحرب وتأثيرها المحتمل على نتائج الانتخابات.
ومن هنا تطلق الولايات المتحدة حركتها الواضحة لمجموعة الدول الأوروبية، التي بدأت تدعو إلى "حلاً بين الدولتين" بدلًا من الضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار وحماية المدنيين وإعادة إعمار غزة.
حلاً بين الدولتين ليس فقط موضوعًا محتملًا ولكنه أيضًا مطلبٌ يجب تحقيقه، بما في ذلك إنهاء الاحتلال وإعادة إعمار غزة ومنح الحقوق للفلسطينيين. ذلك مطالب يجب تحقيقها قبل التماشي مع التوجه الغربي لاستيعاب الغضب العالمي، خاصة في مواجهة انتخابات مهمة.
إذاً، الضغوط الوحيدة التي تواجه حكومة نتنياهو تأتي من المستوطنين، الذين يعيشون في منازلهم على حدود لبنان، والذين لا يستطيعون العودة إلا بعد "القضاء على حزب الله" أو إنهاء حرب غزة.
تقوم تل أبيب بضرب أهداف داخل لبنان باعتماد أسلوب الاغتيالات، مستهدفة أفرادًا في «حزب الله» يرتبطون بدعم المقاومة الفلسطينية. وقد يفاجئ الكثيرون في «حزب الله» باستهداف إسرائيل لبعض المجاهدين الذين يعتبرهم الجيش الإسرائيلي خطرًا عليه حتى لو كان ذلك غير صحيح.
ذلك يعود إلى نوع المعلومات التي تحصل عليها الأجهزة الإسرائيلية وبنك أهدافها، والتي قد لا تكون ذات أهمية كبيرة. وهذا يرجع أيضًا إلى وجود مسيرات إسرائيلية في سماء لبنان على مدار الساعة، وتحديداً من مختلف الأسلحة العسكرية والمخابرات.
وقد تتسارع الأحداث بالنظر إلى تصاعد التوتر وتداخل الصراعات في المنطقة، مع إشارات إلى أن الجبهات تتلاصق أكثر كلما تصاعدت حدة المعركة بين الأطراف المقاومة لإسرائيل.
تظهر النيران الكثيفة التي أطلقها «حزب الله»، خاصة في "العملية الاستباقية" ضد ثكنة زرعيت ليلة أمس، كخطوة جريئة غير مسبوقة، تشير إلى أن المقاومة في لبنان بدأت تستخدم استراتيجيات كانت محصورة في إسرائيل.
هناك مواقف قتالية في سوريا وأهداف في العراق ولبنان لم تتأثر بعد، وتستمر الطائرات بضرب المناطق المفتوحة. وبالتالي، يتجنب الطرفان تدمير البنية التحتية وتوسيع الحرب التدميرية، مما يحافظ على الاستقرار الاقتصادي على الحدود.
من المتوقع أن تستمر هذه الجبهة طويلاً، وربما تنتهي مع انهيار الحكومة الإسرائيلية أو نهاية حرب غزة وتقدم نتنياهو. ولكن هذا مستبعد في الوقت الحالي، مما يجعل الطرفين يسيرون على حافة الهاوية مع تهديدات متواصلة تجاوز خطوط اللاعودة.