في بيان الحزب اللبناني بعد استهداف موقع الجرداح الإسرائيلي بالصواريخ الموجهة، يتضح بوضوح تغيير في نهج الحزب وحدود قواعد الصراع مع العدو الإسرائيلي في الجنوب. هذه الملامح تظهر لم تنطلق خارج ما كان مألوفًا قبل الأحداث الأخيرة وحرب غزة.
بيان الحزب لم يأتِ بمفاجآت لمن تابع الحركة السياسية والجهود الدبلوماسية الأميركية والفرنسية. يُؤكد البيان أن المقاومة الإسلامية ستكون حاسمة في ردها على الاعتداءات الإسرائيلية التي تستهدف لبنان وأمن شعبه. لكن ماذا تعني هذه العبارة في لغة السياسة والدبلوماسية؟
بالمبدأ، هذا البيان يشبه البيانات التي كان يصدرها "حزب الله" عندما تتعرض مواقعه في الجنوب لأي اعتداء. لكنه لم يشير إلى الهجمات الوحشية على غزة ومدى تأثيرها على المدنيين، وهذا يثير تساؤلات حول تركيز الحزب فقط على دعم "حماس".
فهل قرر "حزب الله" أن يحيد الجنوب عن ما يحدث في غزة؟ وهل ما زالت قواعد الصراع مع العدو موجودة من خلال "لعبة توازن الرعب"؟ وهل يمكن لإسرائيل أن تحارب على عدة جبهات في وقت واحد؟ وهل سيظل الحزب ملتزمًا بقواعد اللعبة حتى إذا اقتحم العدو غزة برًّا؟
البيان الأخير لحزب الله كان واضحا عن تدخل الحزب الفوري في حال أي إعتداء اسرائيلي كبير أو تدخل عسكري صارم في غزة, وهذا ما يوضح ويؤكد على نية حزب الله في التدخل العسكري بحال تفلت الأمور وعدم التزام الجيش الإسرائيلي بالضوابط والحدود الحالية!
جميع هذه الأسئلة تثير اهتمامًا دوليًا ودبلوماسيًا، خاصة مع ملاحظات بعض المحللين حول تأثير إيران على بيان "حزب الله". إيران قد أكدت تضامنها مع غزة كلاميًا، ولكن لم يتم رصد تحركات عسكرية بحرية من جانبها مثل ما فعلت الولايات المتحدة, لكن ما الفائدة من تدخل ايران الحالي غير تدهور الأمور في المصالح الخاطئة؟
التكتيك العسكري والسياسي المتبع حاليا من "محور المقاومة" يشير الى الإنضباط وعدم التسرع في اتخاذ قرارات لا تصب الا في مصلحة اسرائيل..