379 مشاهدة
محض صدفة أدت إلى كشف واحدة من أخطر شبكات التجسّس لمصلحة "اسرائيل". أواخر كانون الأول الماضي، ارتاب عناصر من سرية حرس رئيس مجلس النواب اللبناني بسيارة كانت تجوب محيط مقر رئيس المجلس في عين التينة في بيروت.
بعد توقيف السيارة وسائقها محي الدين ح,، عُثر في حوزته على جهاز إلكتروني «شديد التطوّر» وعلى هواتف تضمّنت عشرات الفيديوات بما يشبه مسحاً شاملاً للمنطقة.سُلّم الموقوف إلى فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللبناني ليبدأ تحقيقات كشفت عن "اشتباه بالتعامل مع العدو" بطريقة تقنية غير مسبوقة لجهة خطورتها. ولعلّ حصول المدّعى عليه على 200 ألف دولار لقاء هذه المهمة، وهو مبلغ غير مسبوق أيضا في ملفات العمالة للعدو.
أبرز مؤشر على خطورة ما قام به. إذ زوّد، مع المدّعى عليه الآخر هادي ع.، وهما خبيران في هندسة الكمبيوتر والاتصالات، شركة أميركية وهمية، هي على الأغلب واجهة للاستخبارات الإسرائيلية بمسح شامل لعدد كبير من المناطق، بما فيها بيروت والضاحية الجنوبية، يكمل على الأرض المسح الذي تجريه طائرات العدو يومياً لمختلف المناطق.الأكثر خطورة هو التجسّس التقني الذي قام به الموقوفان، مستخدمين معدات شديدة التطور، مزوّدة بنظام مسح التردّدات اللاسلكية المتعلّقة بمزوّدي خدمات الإنترنت وعناوين نقاط الوصول access points الموجودة في المنازل والمؤسسات والأماكن العامة، بما يسهّل تحديد الموقع الجغرافي للمستخدم. بمعنى آخر، حصل الموقوفان على اسم كل جهاز "واي فاي" في المناطق التي تم مسحها، وعلى كلمة السر، بما يمكّن من تحديد موقع أي مستخدم لهاتف خلوي بمجرد أن يصبح هاتفه على صلة بمزود خدمة الانترنت
العدو في الحرب الجارية حالياً، استخدم هذه التقنية لتحديد أمكنة مقاومين بمجرّد شبك هواتفهم على شبكة "الواي فاي". أضف إلى ذلك أن التحقيقات أظهرت أن أحد الموقوفين نفّذ عملية مسحٍ في شارع بمنطقة الضاحية الجنوبية، وفي مقابل الشقة التي اغتيل فيها نائب رئيس حركة حماس الشيخ صالح العاروري في الثاني من كانون الثاني الماضي، وقد جرى المسح قبل نحو أسبوعين من عملية الاغتيال
هادي ع. : نفّذت مهمة لا تطلبها إلا جهات استخباراتية معادية.
بيّن التحقيق مع هادي ع. (مواليد 1981)، الذي أوقف في 1 كانون الثاني 2024، أنه عمل مع محي الدين ح. بين تشرين الثاني وكانون الأول 2021، وتشرين الثاني وكانون الأول 2022، وأفاد أنه قام بمفرده، مستخدماً المعدات نفسها.
وأوضح أن مهمته كانت قيادة سيارة عائدة للشركة تثبّت على سطحها كاميرا تلتقط صوراً عالية الجودة بتقنية 360 درجة، وفي داخل السيارة كومبيوتر محمول موصول بجهاز GPS لتحديد الموقع الجغرافي وجهاز SDR لمسح الموجات وهاتفان خلويان. وأقرّ بأن نوعية البيانات والصور التي حصل عليها لا يمكن استثمارها إلا في المجال الأمني. إذ إنها تساعد في تحديد الموقع الجغرافي لشخص معيّن وأماكن تنقّله ومن يكون برفقته.
زوّدت الشركة الأميركية المزعومة محي الدين ح. بمعدات وأجهزة متطورة توضع داخل سيارة يتولى فني متخصّص قيادتها في الشوارع والمناطق التي تطلب الشركة معلومات عنها، وهي تتضمن ما يأتي بحسب الشرح الذي قدّمه المدعى عليه للمحققين.
• كومبيوتر محمول موصول بجهاز GPS لتحديد المواقع الجغرافية وجهاز SDR موصول بهوائي
• جهاز توجيه Router موصول بـ GPS، مهمّته تحديد المسار المطلوب سلوكه وجمع الإحداثيات وأسماء شبكات الاتصال اللاسلكي بالإنترنت wifi و wifimax التي يتم رصد موجاتها وقوتها في كل شارع يمر به وبعد الانتهاء من الجولة، يتم تنزيل المعلومات من الـ Router إلى حافظة ذاكرة UPS وترسل هذه المعلومات والبيانات إلى خوادم الشركة الأميركية بعد كل يوم عمل.
• هاتفان خلويان مزوّدان بشريحتي ألفا وتاتش ومزوّدين بتطبيق محمّل من قبل الشركة، مهمّته تحديد موقع كل نقطة يمرّ بها الهاتفان.
• كاميرا من نوع GO PRO MAX مزوّدة بعدستي تصوير أمامية وخلفية مثبّتة على سطح السيارة، تلتقط صوراً بتقنية 360 درجة، بمعدل صورة كل ثانيتين.
• التقاط صورة 360 درجة كل ثانيتين من مسار السيارة مع إحداثيات مكان التقاط كل صورة.