منذ اليمن وصولًا إلى لبنان، مرورًا بالعراق وسوريا، يُلاحظ تسارع الأحداث في المنطقة. ومن الواضح للجميع أن الثروة الحرجية في لبنان تواجه تهديدًا كبيرًا، وإذا لم يتم التصدي لهذا التهديد، فإنه يمكن أن يؤدي إلى اختفاء "لبنان الأخضر" من الخارطة. هذا التهديد يشمل اعتداءات متكررة وحرائق وتمددًا عمرانيًا عشوائيًا.
مع اقتراب موسم الشتاء، يُسمح لبعض الأشخاص بقطع أشجار تاريخية عمرها مئات السنين بحجة الحصول على الحطب للتدفئة. هذا التصرف يشكل تهديدًا كبيرًا للثروة الحرجية، حيث يتم اقتلاع الأشجار من جذورها بدلاً من تشحيلها كما يجب. إن استمرار هذا الوضع سيؤدي إلى انقراض الأشجار وتقلص المساحات الخضراء.
تأتي هذه الأزمة في سياق التحديات البيئية العالمية مثل التغير المناخي والتدهور البيئي، مما يهدد مصدر الأكسجين ويزيد من تهديدات انجراف التربة والاحتباس الحراري وانقراض التنوع البيئي.
الثروة الحرجية تلعب دورًا حاسمًا في الحفاظ على الهواء نظيفًا، حيث تساهم الأشجار في امتصاص الغبار والأوساخ. إن فقدان هذه الثروة يمثل تهديدًا مباشرًا لصحة الإنسان وللبيئة بشكل عام.
لحماية الثروة الحرجية، يجب التصدي للتمدد العمراني الفوضوي وتنفيذ مشاريع مدروسة تأخذ في اعتبارها الأثر البيئي. يجب أيضًا تشديد تطبيق القوانين وفرض العقوبات على المخالفين، وتعزيز التوعية والتثقيف بين الناس حول أهمية الحفاظ على البيئة والثروة الحرجية.
يجب أن تكون هذه الجهود مستدامة لضمان استمرار لبنان الأخضر والمحافظة على جماليات البيئة اللبنانية التي تعد من مصادر الفخر والثقافة الوطنية.