90 مشاهدة
الخداع لطالما كان سلاحًا حيويًا في تكتيكات الحروب عبر العصور، ومع ظهور المعارك الحالية في أوكرانيا، طرأت تحديات جديدة تجعل استخدام الخداع ضروريًا. حيث يستمر استنزاف مخزون الأسلحة في كل من روسيا وأوكرانيا، مما يدفع كل جانب منهما إلى التفكير في تضليل أعدائهم وتحقيق المزيد من الأهداف بأقل قدر من الخسائر.
في هذا السياق، اعتمدت أوكرانيا مؤخرًا على الخداع لإخفاء حقيقة تجهيزها لقواتها العسكرية وإيهام القوات الروسية بوجود معدات عسكرية هامة تستحق الاستهداف. ومن المثير للاهتمام أن هذه المعدات العسكرية الوهمية في الواقع تم تصنيعها بواسطة مجموعة "Metinvest" الأوكرانية المختصة في التعدين وإنتاج الصلب.
ووفقًا لما ذكرته صحيفة "وول ستريت جورنال"، يعمل عمال "Metinvest" بجد لتصنيع مدافع هاوتزر ومحطات الرادار ومدافع الهاون الوهمية باستخدام مواد بلاستيكية صلبة وأجهزة سباكة وقطع غيار معاد تدويرها. وهذه النسخ المقلدة عالية الجودة تُستخدم لجذب انتباه القوات الروسية ودفعها للتوجه نحو تلك المواقع.
أحد العمال أوضح: "عندما ننشئ هذه الأفخاخ على طول الجبهة، فإننا نستطيع جذب انتباه العدو وخداعه".
وأكد أحد قادة الفصائل الأوكرانية أن وحدتهم قامت باستخدام الأفخاخ الخداعية لتحديد موقع تمركز المدفعية الروسية، مما ساعد القوات الأوكرانية الأخرى في استهدافها بنجاح.
قام مراقب مستقل بنشر مقطع فيديو في العام الماضي يُظهر طائرة روسية بدون طيار من طراز لانسيت وهي تستهدف نظام رادار أوكراني، وبعد التحقيق اتضح أن هذا النظام كان مصنوعًا من مواد وأجهزة يمكن التلاعب بها.
تُساعد الأفخاخ الخداعية بشكل كبير في إرباك العدو وتضليله بشأن خطط الهجوم المحتملة أو جعله يعتقد أن المناطق محمية بشكل أفضل مما هي عليه فعلًا.
لا يزال من غير الواضح إلى أي مدى تم استخدام هذه الأفخاخ الخداعية في أوكرانيا، حيث رفض الجيش الأوكراني التعليق على استخدامها مشيرًا إلى أمن العمليات.
تأخذ عملية تصنيع مدافع هاوتزر أوكرانية من طراز D-20 حوالي 4 أيام، بينما يتطلب تصنيع مدافع هاوتزر أمريكية من طراز M777 أسبوعين. وتعتبر وحدة الرادار 35D6 واحدة من أنواع الخداع التي تتطلب مجهودًا مكثفًا في التصنيع نظرًا لحجمها وتعقيدها، حيث يستغرق إنتاجها شهرًا.